هيكل القٌيّاد

22د.ت

لقد استرعى اهتمامنا، منذ التحول السياسي الذي شهدته البلاد التونسية سنة 2011 ، ذلك النقاش المتزايد بين مختلف الأطراف الأكاديمية والسياسية حول الإدارة المحلية وإشكالية التنمية. حيث دعت مختلف هذه الأطراف الى ضرورة إعادة هيكلة هذه الإدارة، لم ّ يعد ملائما مع مقتضيات المرحلة. وعليه فقد بدا إلينا أن الاهتمام بهذا الموضوع من زاوية تاريخية، ومحاولة فهم طبيعة تشكل هذا الجهاز على المدى الطويل، قد يسهّل عملية التعامل معه حاضرا. ّ إن الإدارة المحلية بالبلاد التونسية كغيرها في بلدان العالم، ليست ابتكارا حديثا بل هي تعود إلى فترات قديمة. غير أنّنا نعتبر أن الإدارة المحلية الحديثة، هي امتداد للتنظيم المحلي التي بدأت ملامحه في التشكل مع نهايات القرن 16 وبدايات القرن 17 مع بداية تشكل نواة لسلطة مركزية في ظل السلالة المرادية 1630- 1702. ومثّلت مؤسسة القيادة محور اهتمام هذا الكتاب عنصرا أساسيا ضمن هذا التنظيم، بل العمود الفقري للإدارة المحلية في البلاد التونسية خلال فترة طويلة، امتدت منذ 1630 مع بداية تشكل معالم السلطة المركزية في ظل السلالة المرادية وتواصل الى نهاية الفترة الاستعمارية في 1956 مع قيام دولة الاستقلال، حيث وقع الاستغناء عن هذه المؤسسة وتعويضها بمؤسسة “الوالي”. لقد اكتسبت مؤسسة القيادة طيلة هذه الفترة التاريخية وبفعل تراكمي وعلى الرغم من محطات التوقف المرتبطة بأزمات الحكم، وانتصاب الاستعمار الفرنسي تطورا تنظيميا ووظيفيا هاما وذلك بالتوازي مع تبلور النزعة المركزية للسلطات الحاكمة. ويأتي هذا الكتاب ليؤازر جهود مختلف الدراسات التي اهتمت بدراسة الواقع المحلي وهذه المؤسسة من زوايا ومقاربات تاريخية مختلفة. حيث اهتممنا بدراسة مهمة القيادة من خلال تتبع الأفراد الذين تولوها، على “المدى الطويل”، اعتقادا منّا أن ذلك من شأنه أن يساعدنا على رصد التطورات التي عرفتها المؤسسة خلال مختلف الحقبات التاريخية. المؤلفان

100 متوفر في المخزون

التصنيف:

المراجعات

لا توجد مراجعات بعد.

كن أول من يقيم “هيكل القٌيّاد”

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *