رزق البايليك

25د.ت

نحن نعتقد أن مصطلح رزق البايليك واستحضاره كمثال من الأمثلة الشعبية التونسية للدلالة على تلاشي العقارات وأ ملاك الدولة واستباحتها دون خوف، قد ظهر في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، زمن عجز الدولة على مواجهة ارتفاع النفقات على المؤسسة العسكرية وغيرها من نفقات البلاط. فكانت سياسة التداين للبنوك الخارجية وما واكبها من تفاقم عجز ميزانية الدولة، مما عمّق تبعية الدولة للقوى الأوروبية. وأصبح البايليك دولة مفلسة ومنهكة فاقدة لقدرتها على ممارسة نفوذها داخليا وأصبحت أملاكها مطمع الجميع.وقد كانت من أبرز تجليات الازمة وتوتر العلاقة بين الدولة والمجتمع، كما هو معلوم انتفاضة 1864. ولم يسترجع البايلك نفوذه سواء عن طريق المؤسسات الردعية وعن طريق إبعاد بعض الوزراء والأعيان الذين استباحوا رزق البايليك إلا في عهد وزارة خير الدين. فقد حاول كما هو معلوم، تلافي الأوضاع المتردّية التي وصلت اليها الدولة، ولكنّ سقوط حكومته قد عجّل بتعميق الازمة. فتواصل نهب أملاك الدولة في عهد وزارة مصطفى بن إسماعيل الى ان كان الاستعمار الفرنسي الذي وضع بدوره يده على آلاف الهكتارات من أراضي الدولة والاحباس.
     ولا شكّ ان هذه الظرفية التي انتشرت فيها ظاهرة استباحة رزق البايليك والاستيلاء عليه وعلى الاحباس هي التي كانت وراء ظهور مثل شعبي آخر يضرب للدلالة عن الاستيلاء عن الاحباس بقولهم ” الرزق اللي ماتو ماليه”..
التصنيف:

المراجعات

لا توجد مراجعات بعد.

كن أول من يقيم “رزق البايليك”

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *