محمد عطية والمدرسة الصادقية
22د.ت
أقدمتُ في هذ العمل على خوض تجربةٍ جديدةٍ في البحث، اخترت فيها تحقيق مخطوطٍ لمحمّد عطيّة،أوّل مدير ٍللمدرسة الصّادقيّة زمن الحقبة الاستعمارية. كان نصّه فريدًا حمّالاً لمضامينَ متعدّدة الأوجه، شملت السّياسي والاقتصادي والثّقافي والتّربوي والاجتماعي. وذكر الرجل في أثره سيرته حينًا ومشروعه الوطني التّربوي حينًا آخر. وكان نصّه مرافعةً قبل أوانها، دفاعًا عن صادقيّ صادقٍ يفنّد تُهمًا ويدحَض مظالمَ فلّتْ عزيمته واستنقصت همّته.
ولمّا كان التّحقيق في أصله ابرازٌ لما أراد المؤلِّف الإفصاحَ عنه وافادة غيره بما خطّ وعلِمَ ، فإن عمَلُنا يتّسِق بإحقاق الأمر وتصحيحه ،ومعرفة حقيقته على وجه اليقين . لكني لا أزعم انهاء الأمر ولا ادّعي إقراره ، متمثّلا بما ذكره أبو القاسم محمود بن عمر الخوارزمي الزمخشري ( 1074 م– 1143 م ) “… ما مَثَلي مع أعلام العلماء إلا كمثًل السُّها (نجم صغير) مع مصابيح السّماء.. والجهام الصُّفر والرّهام (المطر الخفيف) مع الغوادي (المطر الغزير) الغامرة للقيعان والآكام … و(التحقيق ) مدينة أحدُ بابيْها الدّراية، والثاني (الرعاية)، وأنا في كِلاَ البابيْن ذو بضاعةٍ مُزجاةٍ، ظِلّي فيها أقْلًصُ من ظلّ حصاة…”
لنا حثيث الكتابة وللقرّاء متعة الاطّلاع .
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.