الوصف

أكد ابن خلدون أنّ من طبيعة البدو انتهاب ما في أيدي الناس وإنّ رزقهم في ظلال رماحهم وليس عندهم في أخذ أموال الناس حد ينتهون إليه بل كلّما امتدت أعينهم إلى مال أو متاع أو ماعون انتهبوه. وذكر أحد الرحالة عن سكان البادية بالمغرب:لتقديم معرفة جيدة حول هذه الشعوب يجب توضيح حياتهم اليومية، شعب بدوي، رعاة، يتسكعون في الهضاب الشاسعة، يحمل هؤلاء الرعاة عصا… ترعى القطعان بهدوء وفجأة يتغير مالكها عقب عملية إغارة…. وحدد المثل البدوي الرزق في حرثة أو ورثة أو دوكة نواجع. وكان الاختيار لدراسة اللصوصية في المغرب نابعا أساسا من محاولة فهم المجتمع المغربي من القاع ومحاولة الإلمام بظاهرة التلصص، ويحظى الإطار الزماني بأهمية كبرى، فقد مثلت الفترة الوسيطة المتأخرة نقطة تشكل فعلي لتقاسيم المنطقة المغربية وبروز المورفولوجيا الاجتماعية التي تواصلت إلى وقتنا الحالي، فهي الفترة التي بنيت فيها الروابط القبلية والاجتماعية وتشكلت فيها الذهنية المغربية المتوارثة للآن.