الصوفية في إفريقية
30د.ت
لم يحظ “الأدب” المنقبي العربي الوسيط بعناية الوسيط بعناية كبرى ولا بالقدر المفترض من الإهتمام على غرار بقية حقول المعرفة في الثقافة العربية التقليدية مثل أصول الدين وأصول الفقه وعلم الكلام والمنطق وعلوم اللغة… وشأن بعض الأجناس الأدبية الأخرى التي تتقاطع بشكل أو بآخر، على تميّزها النوعي، مع هذا الصنف من الكتابة الابداعية نعني بذلك ما يعرف اصطلاحا بمصنّفات الطبقات وكتب التراجم. ولم ينل المصنّفون في هذا الميدان حظا ذا بال من المكانة والصيت ولا قدرا وفيرا من “الحضور” في الذاكرة الثقافية العربية بحيزها المشرقي والمغربي على حد السواء، ذلك أن المعرفة المنقبية في العصر الوسيط بالرغم مما يتبدى بينها وبين أدب التراجم من وقائم مشتركة بحكم خضوعها عموما لنفس الوجهة إلا أنها تختلف عنها وتتفرد دونها بعدد من الخاصيات، فإذا كانت تراجم الرجال تنتمي إلى “الثقافة العالمة” مستجيبة من ثمة لحاجيات فئات أعلى الهرم الاجتماعي مكرسة لأنساقها الفكرية ونظمها القيمية ونماذجها في القدوة السلوكية بكل ما يتأتى عن ذلك من محافظة على الموجود وإعادة إنتاج للسائد فإن الكتابة المنقبية تستمد مشروعيتها من “الثقافة العامة” وتغتذي بمختلف ينابيعها لتطفو على سطحها الحاجيات الروحية والزمنية لأوسع الشرائح الاجتماعية فتفصح عن المسكوت عنه في التعابير الأدبية المهيمنة.
100 متوفر في المخزون
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.