الوصف

مثّل الموت هاجسا أساسيّا لدى الانسان، خاصة عندما يكون موتا مفاجئا، مؤلما وعنيفا وتعدّ عمليّة القتل (الموت) لحظة دراميّة ذات أبعاد وجوديّة، فالقتل هو المرحلة الأقسى والأكثر تطرّفا في مجمل الممارسات العنفيّة. ولهذا مثّلت معرفة سبب القتل هاجسا معرفيّا أساسيّا للإنسان عموما أو للباحثين. أُخضع تاريخ الموت والقتل للدراسة في الأسطوغرافيا الغربيّة للمكانة المركزيّة للقتل في الوجود لا فقط كمأساة وإنّما كمحرّك أساسيّ للأهداف وكاشف ومعرٍّ لطبيعة العلاقات الاجتماعيّة وشبكات النفوذ والقوّة.

تنوّعت تمثّلات الفاعل الاجتماعي أمام حدث الموت، وترتبط حوادث القتل بمجمل السياقات الاجتماعية سواء النفسية أو الثقافية أو السياسيّة أو المستوى المعيشي، وتشتمل على أبعاد عديدة منها المراقبة والعقاب والتحقيق الجنائي والتعامل مع الجثّة سواء في التشريح أو عند الدفن. وهذا ما يمكن أن يساهم في إنتاج “زمن” القتل، أي مرتكزات مؤسّسة للجريمة وموقعة معنى جريمة القتل وفهمها. بل والمهمّ هنا أن دراسة ماضي القتل يساعدنا على فهم طبيعة الممارسات العنفيّة لحاضرنا ومستقبلنا