من رهانات النثر في الأدب العربي القديم
25د.ت
لقد أردنا من خلال هذا الكتاب الإجابة عن بعض الأسئلة التي كانت تراودنا كلّما أقبلنا على قراءة بعض آثار تراثنا الأدبيّ والفكريّ العربيّ القديم، وتحملنا على وجوب التّفكير فيها، وأهمّها ما تعلّق بما كان يشغل الأدباء والمفكّرين العرب القدامى منْ قضايا حارقة قسّمت المجتمع العربيّ، وما أرادوا إيصاله إلى الآخرين من أفكار ورؤى من خلال كتاباتهم، وما تعلّق بمنزلة الأديب والمفكّر في ذلك العصر، ودور الأدب والفكر، فكان كلّ ذلك ضمن ما سمّيّناه “رهانات النّثر في الأدب العربيّ القديم”، ولم يكنْ اختيارنا لأبي العلاء المعرّي في “رسالة الغفران”، وأبي عثمان الجاحظ في “الرّسائل” و”الحيوان”، إلاّ لأنّنا نعتبر أنّهما أهمّ ممثّلين لتيّار أدبيّ فكريّ خاض صراعًا مريرًا مع أهل الحلّ والعقد والسّلطة والثّبوتيّة والوثوقيّة والانغلاق والتّعصّب، ويمثّلان علامة أدبيّة مميّزة، ولحظة انعتاق فكريّ، وإشراقة حضاريّة تركت أنوارها إلى اليوم، ولأنّهما يعبّران عن شخصيّتي الأديب والمفكّر العربيّتين اللّتين نرنو إليهما في حضارة ما زال النّقل والعقل يتصارعان فيها إلى اليوم بسبب سوء التّأويل، والرّكون إلى التّقليد، والخوف من المجهول.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.