قباب الشك

18د.ت

وفي رواية أخرى، ولدت زعرة بين ضفاف الوادي، بين أهل لا يملكون من الأسلحة غير جبين وحفنة طين و غضب. في وطن يبحثون عنه فيه، ويبحثون عن رمق، بين أواني الطّين التي صدأت من رذاذ المطر، عندما يصنّف الماء النّازل من السّماء للغيث، كأنذل أنواع الموت فتكا، وهم يعلّقون الجثث، على ضفاف الوادي. ولا يكفّون فيه عن الإنجاب، لفحولة في الرّجال، لم يدمّرها خليط الطّين والدّم، يغمدون في لجج الظّلام هزائمهم، الرّجال، والقاتل يشرّع كلّ صباح لموت جديد. يلوّحون لأولادهم، بالمناديل، دون الوداع، الرّجال، يقفون صفوفا، يفرّق بينها الموت، رهبانا، بزيّ قدّيسين، الرّجال، يطمسون الضّعف، بين الأفخاذ المرفوعة، ليلا، وتحت صرير الرّغبة المكبوتة. حين يصبح الحبّ مذبحة. تولد زعرة، زنبقة من طين، و قلبها أخضر، تحترق كالهاجرة، وسط الضّباب، وتبني صروح الأمل، بما جاد به الرّبّ، ومعلّمة جاءت من أقاصي البلاد، نائبة، تعلّمها من قصص التّيه ما ترتضيه، لتبحث عن مصدر آخر للوطن. وضيق بعيد يكون أكثر ضيقا من معمل البشر، الذي فتح للموت على مصراعيه. وعيناها، زعرة، بسحر كلّ العيون، حتّى بدت عينين من دون وجه. بل كان وجهها المستدير باقة. زعرة، لم يكن موطنها حزمة من أغاني، بل كان هلاكا خرافيّا، حتّى الفجر الأخير.

التصنيف:

الوصف

وفي رواية أخرى، ولدت زعرة بين ضفاف الوادي، بين أهل لا يملكون من الأسلحة غير جبين وحفنة طين و غضب. في وطن يبحثون عنه فيه، ويبحثون عن رمق، بين أواني الطّين التي صدأت من رذاذ المطر، عندما يصنّف الماء النّازل من السّماء للغيث، كأنذل أنواع الموت فتكا، وهم يعلّقون الجثث، على ضفاف الوادي. ولا يكفّون فيه عن الإنجاب، لفحولة في الرّجال، لم يدمّرها خليط الطّين والدّم، يغمدون في لجج الظّلام هزائمهم، الرّجال، والقاتل يشرّع كلّ صباح لموت جديد. يلوّحون لأولادهم، بالمناديل، دون الوداع، الرّجال، يقفون صفوفا، يفرّق بينها الموت، رهبانا، بزيّ قدّيسين، الرّجال، يطمسون الضّعف، بين الأفخاذ المرفوعة، ليلا، وتحت صرير الرّغبة المكبوتة. حين يصبح الحبّ مذبحة. تولد زعرة، زنبقة من طين، و قلبها أخضر، تحترق كالهاجرة، وسط الضّباب، وتبني صروح الأمل، بما جاد به الرّبّ، ومعلّمة جاءت من أقاصي البلاد، نائبة، تعلّمها من قصص التّيه ما ترتضيه، لتبحث عن مصدر آخر للوطن. وضيق بعيد يكون أكثر ضيقا من معمل البشر، الذي فتح للموت على مصراعيه. وعيناها، زعرة، بسحر كلّ العيون، حتّى بدت عينين من دون وجه. بل كان وجهها المستدير باقة. زعرة، لم يكن موطنها حزمة من أغاني، بل كان هلاكا خرافيّا، حتّى الفجر الأخير.

معلومات إضافية

الكاتب

نبيلة أحمد

تاريخ النشر

2023

ISBN

978-9938-26-032-8

المراجعات

لا توجد مراجعات بعد.

كن أول من يقيم “قباب الشك”

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *